image البردعي تكتب: رمضان يقترب ..من حقنا أن نتساءل
A | A+ | A- |

البردعي تكتب: رمضان يقترب ..من حقنا أن نتساءل

ونحن على أبواب رمضان أو "العواشر" كما نسميها في الموروث الثقافي لبلادنا، حيث يكون الاستعداد استثنائي وكبير، لاستقبال مناسبة يمتزج فيها البعد الديني بالبعد الإنساني.

 ألا يحق لنا أن نتساءل عن دور هذه الحكومة، التي منحها البرلمان ثقته لتدبير شؤن البلاد وتنزيل سياسات مستجيبة لحاجيات المواطنين، أو لنقل أقل الحاجيات؟ 

ونحن نعيش حالة من الغلاء المضني للطبقة المتوسطة قبل الفئات الضعيفة والهشة، ألا يحق لنا أن نتساءل اين نحن من العودة إلى الأرقام المعقولة لأثمنة السوق التي تستجيب للضعف الذي تعرفه القدرة الشرائية للمغاربة؟

 ونحن نعيش حالة ارتفاع اثمنة جميع المواد الغذائية، يحق لنا أن نتساءل عن مصير مخرجات تقرير المهمة الاستطلاعية حول تسويق سلاسل الإنتاج التي أنجزت خلال هذه الولاية التشريعية، والتي كان الهدف من القيام بها هو الوقوف على الخلل الذي يجعل سوق الخضر والفواكه واللحوم غير مستقر على اثمنة تترجم التوجه الاستراتيجي لبلادنا نحو خيار الفلاحة، من خلال مخطط المغرب الأخضر والجيل الأخضر، الذي من المفروض ان ييسر للمغاربة القفة اليومية بدل تعسيرها وافراغها، في زمن تعسر فيه توفير صحن الزيت و"براد" شاي فوق مائدة أسر مغلوبة على أمرها. 

هذه المهمة الاستطلاعية المؤقتة قدمت للحكومة 64 توصية أثناء انعقاد لجنة القطاعات الإنتاجية لتقديم تقريرها، وكذا في الجلسة العامة، الم يكن من الأجدر ان تأخذ ببعض هذه التوصيات التي تضمنت مقتضيات مختلفة، منها ما هو قانوني واجرائي وتدبيري، لكن للأسف يبدو أن هذه الحكومة لا تتقن سوى الصمت والكسل وحل الازمات بدعم المقربين وكبار الفلاحين. 

ونحن نعيش حمى إحضار مشاريع القوانين إلى لجنة العدل والتشريع وطبخها بسرعة جنونية، رغم انها تحتاج للتأني والتبصر! الم يكن أجدر بهذه الحكومة إحضار قانون تنظيم أسواق الجملة الذي يعود لسنة 1962، هذ القانون الذي تجاوزه الزمان، وله علاقة بالقدرة الشرائية للمواطنين، الم يكن اجدى ان يحضى بالأولوية؟ 

الم يكن جديرا بهذه الحكومة ان تجد آليات ووسائل، تحد تهرب نسبة عالية من الوسطاء من الولوج إلى سوق الجملة، فحسب هذا التقرير، فإن نسبة السلع التي تدخل أسواق الجملة لا تتعدى 30% من إجمالي المنتجات الفلاحية والغذائية المتداولة في السوق، وهذا يعكس عدة تحديات تتعلق بكفاءة تنظيم أسواق الجملة وعملية التسويق بشكل عام، إذ تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى هذا الوضع، ومنها: وجود شبكة غير رسمية من الوسطاء إضافة إلى التحديات اللوجستية والاختلالات بإدارة الأسواق.

الم يكن جديرا بهذه الحكومة ان تأخذ ولو بنسبة قليلة من هذه التوصيات لتقطع الطريق على السماسرة والانتهازيين وتجار الازمات؟ لكن للأسف ارادتها ضعيفة ان لم نقل منعدمة في محاربة الفساد. 

فهدفها تمكين المقربين ومنح الامتيازات لكبار الفلاحين، فبدل دعم الفلاح الصغير القادر على الارتباط بارضه وتنمية قريته، تدعم كبار مستوردي اللحوم والاغنام بما قدره 500 درهم عن كل رأس غنم، وهو المبلغ الذي منح كدعم اجتماعي مباشر للأسر الهشة، لكن دعم القطيع المستورد غير مرهون بالمؤشر، أما الثمن فيتراجع ام لا يتراجع، هذا غير مهم، ما دمت في ظل حكومة "الهموز" والمحظوظين.

اذا من حقنا ان نتساءل عن مصير توصيات تقرير المهمة الاستطلاعية، ومن حقنا ان نتساءل عن الإجراءات والتدابير التي ستقوم بها الحكومة خلال هذه السنة لاستقبال شهر رمضان؟

سلوى البردعي: عضو المجموعة النيابية للعدالة والتنمية

/ تاريخ النشر 2025-01-16

جريدة المجموعة