القنصوري تكتب: متى تصبح صدقة السر جريمة؟
*نادية القنصوري
لن أطيل على القارئ وبدون لف ولا دوران، بجواب مباشر أقول، صدقة السر في رمضان جريمة، حين يوزعها الحزب الذي يترأس حكومة رئيسها يسعى جاهدا أن يبقى سعر المحروقات مرتفعا حتى وإن انخفض في باقي دول العالم، ليضاعف أرباح التخزين والبيع بالجملة والتقسيط، جريمة حين تحمل شاحنات الدولة المزودة بكازوال المال العام مساعدات "جود" التي جادت بها الحمامة الزرقاء، جريمة حين توسع "الحكومة الاجتماعية" من دائرة الفقر وتهوي بالطبقة المتوسطة تحت خطه، بدلا من خلق أخرى كما جاء في برنامجها الانتخابي.
إنها جريمة حين تتملص "حكومة الكفاءات" على لسان وزيرها تحت قبة البرلمان بكل وقاحة من مسؤوليتها في ارتفاع الأسعار، بينما ينجح تاجر بسيط في خلخلة ميزان أسعار السمك لصالح فقراء مدينته، ويميط اللثام عن صناعة بئيسة للفقر.
جريمة بشعة حين يستغل رئيس الحكومة فقراء البلد الذين قٌلّد أمانة تدبير معيشهم اليومي ليصنع قاعدة انتخابية للاستحقاقات التشريعية القادمة، بدل أن يطفئ نار الأسعار التي ألهبت جيوب المواطنين، حتى يتمتعوا بخيرات بلدهم بكرامة، دون أن يمعن في إدلالهم، ويبدو أنه ينطبق عليه المثل المغربي الدارج "من لحيتو لقم لو".
جريمة حين تتبجح يارئيس حكومتنا بحقك في السطو على صفقة التحلية وتسمح لشركتك بالاستفادة من دعم الاستثمار بالملايير بينما تحرم عجوز مغربية معدمة، من آمو التضامن، لأنها اقتنت جوالا رخيصا بتعبئة عشرة دراهم في الشهر.
جريمة حين يرتعش ضحايا الزلزال في خيام البلاستيك خائفين من نار تحرقهم بدل أن تدفئ أطرافهم التي يقضمها الصقيع بسبب الطقس البارد، ولا أقول سوء الأحوال الجوية، لأن هذه التساقطات هبة ربانية طال انتظارنا لها عساها تطفئ نيران الغلاء التي أشعلتها حكومتكم الموقرة.
*عضو المجموعة النيابية للعدالة والتنمية